تمسك المسلمة بدينها يهدم كل موجات التغريب
د. سامية مشالي
أكدت الدكتورة عبلة الكحلاوي أستاذة العقيدة بجامعة الأزهر والداعية الإسلامية، على أهمية محاربة دعوات التغريب والتخريب الغربية التي تسعى لتعرية المرأة المسلمة من كافة القيم الإسلامية بدعوى المطالبة بحقوقها.
وقالت الدكتورة عبلة: "إن المرأة المسلمة استطاعت من خلال تمسكها بدينها مقاومة كل موجات التغريب في الماضي ومازالت تصنع ذلك في المستقبل، بعدما فضحت مؤتمراتهم المؤامرات غير المعلنة.
وطالبت المرأة المسلمة في حوارها مع لها أون لاين، إلى ضرورة التمسك بالإسلام في أوامره ونواهيه؛ لأنه ينظم الحياة بشكل يحفظ لها حقها، بل ويعطيها فوق ما تتمناه بعدما ذهب الغرب بكل حقوقها.
وفضحت د. الكحلاوي من خلال حوارها الذي نعرضه المحاولات التي يبذلها الغرب بين الوقت والأخر بدعوى "تحرير المرأة" والحصاد المر لهذا التحرر المزعوم وهذا نص الحوار:
في البداية هل لنا أن نتعرف على مفهوم تحرير المرأة؟
مفهوم تحرير المرأة له معنيان عندي، فالمعنى الأول تحرير المرأة كما يظنه الغرب، وهو تجريد للمرأة من معاني الإنسانية حتى تصبح كالحيوان، والمعنى الأخر لتحرير المرأة وهو ما صنعه الإسلام العظيم للمرأة عندما حررها الإسلام من كل أشكال العبودية التي تعرضت لها في الجاهلية، والأصعب من ذلك حماها من القتل عندما جاء على لسان ربنا عز وجل "بأي ذنب قتلت".
إذا كان مفهوم التحرير هو تحريرها من كل التقاليد والقيم التي ظلمتها، فلماذا تنشط هذه الدعوات في ديار الإسلام؟
للأسف الشديد هناك من العرب والمسلمين من هم من بني جلدتنا ويطلقون نفس الدعوات! أو على الأقل يرددون هذه الدعوات في الوقت الذي يصطف فيه الغرب لمهاجمة الأمة، ومحاولة القضاء عليها ولا يجد مجالا لذلك إلا من خلال من المرأة المسلمة وبدعوات براقة كما نسمع ويسمع الناس تحرير المرأة، ودعني أقول لك: إن انتشار هذه الدعوات كان سببها الرئيسي بعدنا عن الدين، والسبب ذلك تعاملاتنا نحن مع المرأة، حيث كانت لا ترقى لما وجهنا إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما كان يقول لنا:" لا تكسر القوارير" رواه البخاري، بمعنى "رفقا بالقوارير" أي بالضعفة من النساء، وغيرها من المواقف التي كان يطالبنا فيها بالرقة مع الزوجات.
إذن كيف تحافظ المرأة المسلمة على أنوثتها دون تعصب أو ابتذال؟
الإسلام جعل المرأة كالجوهرة المصونة، لا يحق لأحد أن يلمسها إلا إذا كان يستحقها وفي نفس الوقت يتطلع إليها الجميع لأنها غالية وثمينة، ففي المقابل تكون المرأة بحفاظها على أنوثتها كالجوهرة، وعلى المرأة أن تحافظ على نفسها كما أمر المولى عز وجل دون ابتذال.
بعض المسلمين يرى المرأة الغربية أكثر شقاء بعد إعلانها التحرر من الدين والقيم الإنسانية؟
دعني اختلف معك في أننا جميعا نرى أن المرأة الغربية تعاني شقاء وليس بعضنا؛ لأن واقعها بالنسبة إلينا ملموس، بدءا من اختلاط الأنساب وما يسمى بمشاع الجسد، وجرائم الشرف التي ترتكب في الليل و النهار؛ لأن ذلك الغرب جعل من المرأة جسدا بلا روح، ولم يحافظ على هذا الجسد، بل جعل الذئاب تلوكه والذباب يلتف حوله.
فيوم أن تحررت المرأة من سلطان الدين، وتخلت عن كل قيمها الإنسانية التي تحتم عليه الستر والعفاف يوم أن سقطت فكان سقوطا وانزلاقا للهاوية.
كيف تسمين خروج المرأة الغربية عن كل القيم الإنسانية، وما هو نتاج هذا الخروج؟
هذا الخروج لا يعني سوى شيئا واحدا، وهو أن هذه المرأة خرجت حقيقة عن الحياة، فأولئك تعساء وشقاؤهم بسبب ما يرتكبون من معاصي وذنوب، فضلا عن إصرارهم عن الكفر وإعراضهم عن الحق، ونتاج هذا الخروج، هذه الحياة التعيسة الشقية التي تعيشها المرأة في الغرب والشرق معا، يوم أن تخلوا عن كل سلطان لرب العالمين فصنعوا ما أرادوا.
ما توقعاتك إزاء الانفصام التي تتعرض له المرأة الغربية بين واقعها وبين ما تتمنى أن تكون عليه؟
المرأة الغربية تعاني بلاءً يزداد يوما تلو الأخر، وسبب هذا البلاء كما جاء في سؤالك انفصام الشخصية بين تحرر تعيشه هذه المرأة، وبين ما تتمنى نفس المرأة من حياة كريمة لا يمكن أن تعيشها المرأة في ظل دساتير العالم أجمع.
أما عن توقعاتي لهذه المجتمعات، فإنها على وشك الانهيار بسبب القوانين التي تحكم وضعية المرأة في بلادها.
ما حصاد تحرير المرأة الغربية، و ما تأثير على المرأة المسلمة؟
ما الذي تتوقعين أن أقوله لك إزاء حصاد المجتمعات لتحرير المرأة على النمط الغربي، غير أن هذه المجتمعات تزداد تفسخا يوما بعد الأخر، وهذا التفسخ يتعمق في هذه التربة حتى أصبحت طاردة، وأعلنت فيها المرأة أنها تهان، وأنها تستخدم كسلعة تباع وتشترى، وأن المجتمع لا ينظر إلا لمفاتنها فقط، ولا يعامل فيها غير الجسد حتى هذا التعامل يبدو مبتذلا ولا يحفظ للمرأة أية حقوق، أما عن تأثير ذلك على المرأة المسلمة فيبدو كبيرا عندما تتخلى المرأة عن دينها، ويبدو صعبا عندما تتمسك المرأة بأوامر الله عز وجل من حجاب، وعدم اختلاط، وعدم خضوع في القول والعمل.
ما النصيحة التي توجهينها للمرأة المسلمة؛ حتى لا تقع فخا لمؤامرات الغرب؟
النصيحة اليسيرة السهلة هو التمسك بالعروة الوثقى؛ فكلما تمسكت المرأة بدينها، وتعاليم إسلامها العظيم؛ كلما أغلقت كل المنافذ على الغرب الذي يتصيد المواقف لإيذائها بما يروج من بضاعة كاسدة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق