شخصية المرأة المسلمة في ضوء الكتاب والسنة.

 

 شخصية المرأة المسلمة في ضوء الكتاب والسنة.

لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم

 كتاب " شخصية المرأة المسلمة في ضوء الكتاب والسنة " للأخ الكريم " الدكتور محمد عمر حاجي " يتحدث عن المرأة التي هي نصف المجتمع البشري، والتي ظلمت عبر حقب طويلة من تاريخ الإنسانية، فجاء الإسلام الذي هو منهج الله في الأرض، فكرمها وأعطاها الحقوق التي تليق بإنسانيتها ، كما أنه كلفها بواجبات منوطة بها تؤكد من خلالها رسالتها في الحياة التي خصها الله بها، وقد توجهت في هذا التقديم إلى توضيح موضوع مساواة المرأة بالرجل من خلال الكتاب والسنة
* * * * *
 المرأة في الإسلام وفي ضوء الكتاب والسنة مساوية للرجل تماماً، قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾
يا أيها الناس: تعني الرجال والنساء.
 فالمشاعر التي يشعر بها الرجل تشعر بها المرأة، والقيم التي يسمو إليها الرجل تسمو إليها المرأة، والبطولة التي يحققها الرجل تحققها المرأة، فالرجل والمرأة من نفس واحدة.
المرأة من حيث هي إنسان مشابهة للرجل تماماً، لقول النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه أبو داود وأحمد والترمذي:
 
(( إنما النساء شقائق الرجال ))
 ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
 
(( عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ ))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وأحمد ومالك]
 والمولود: يعني ذكراً كان أو أنثى.
 وأية نظرة إلى المرأة على أنها من طبيعة أخرى، هي دون الرجل تعد نظرة جاهلية، لا يقرها الإسلام، ولا يقبلها بل جاء ليحاربها.
 فكما أن الرجل يستقيم، كذلك المرأة تستقيم، وكما أن الرجل ينحرف، كذلك المرأة تنحرف ؛ يؤمن وتؤمن، يكفر وتكفر، يطيع وتطيع، يعصي وتعصي، ، يسمو وتسمو، يرقى وترقى. قال تعالى:
 
﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)﴾
[سورة الشمس]
والنفس تعني: ذكراً كان أو أنثى.
 فألهمها فجورها وتقواها: أي ركّب في فطرة الإنسان ذكراً كان أو أنثى أنها تعرف طريق فجورها، وطريق تقواها، وأنها إذا اتقت أو إذا فجرت تعلم بفطرتها أنها اتقت أو فجرت.
هذا هو الإسلام من منابعه، هذا هو الإسلام من مصادره، العبرة لا بالواقع الذي يعيشه المسلمون، ولكن بالمبادئ السامية التي جاء بها الكتاب والسنة.
 في إحدى بنود قانون حمورابي الذي يدرسونه في كليات الحقوق أنه من قتل بنتاً لرجل كان عليه أن يسلم بنته لذاك الرجل ليقتلها !!.. ما ذنبها ؟ ما ذنب ابنة القاتل لتقتل مكان المقتولة ؟.
 قال تعالى في القرآن الكريم:
 
﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)﴾
[سورة التكوير]
 ومن مظاهر المساواة، المساواة في القصاص، قال الله عز وجل:
 
﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)﴾
[سورة البقرة]
وفقهاء الشريعة الإسلامية يقررون أن الرجل يُقتل بقتل المرأة، فكرامتها من كرامته، وكرامته من كرامتها.
 بل إن الإسلام العظيم جعل الذين يرمون المحصنات الغافلات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء جعل قصاصهم أن يُجلدوا ثمانين جلدة، وألا تُقبل لهم شهادة أبداً، حتى لو تابوا لابد من أن يُجلدوا ثمانين جلدة، فالحدود لا تسقط بالتوبة
 والمرأة مساوية للرجل في حقها في الميراث، قال تعالى:
 
﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (7)﴾
[سورة النساء]
 وأما أن للذكر مثل حظ الأنثين فله تفصيل رائع يتناسب مع شمولية منهج الله في الأرض
 ثم إن المرأة مساوية للرجل تماماً في الأقارير (جمع إقرار) والعقود والتصرفات. يعني بإمكانها أن تشتري، وأن تبيع، وأن تقرَّ بيعاً أو شراءً، فالتبرع، والصدقة، والدين، والوقف، والكفالة، والوكالة، هذه كلها تتساوى فيه المرأة مع الرجل
 إن المرأة مساوية للرجل في أنها مكلفة بأركان الإيمان، ومكلفة بكل التكاليف الشرعية التي كلف الله بها الرجل. الأدلة من كتاب الله:
 
﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (35)﴾
[سورة الأحزاب]
 لو أن الله سبحانه وتعالى قال: إن المسلمين، والمؤمنين والقانتين والصادقين والصابرين والخاشعين... لكانت هذه الآية تشمل الرجال والنساء، ولكن الله أراد أن يؤكد، وأن يبين، وأن يزيل اللبس من أن المرأة كالرجل مساوية له تماماً في التكاليف الشرعية، وفي أركان الإيمان، وفي أركان الإسلام.
دليل آخر:
 
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)﴾
(سورة النحل)
 ودليل ثالث:
 
﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾
[سورة آل عمران]
 بل إن المرأة مخلوق مستقل من حيث مسئوليته عن عمله عن الرجل، وهي مكلفة استقلالاً بالتكاليف الشرعية، وفي الحديث الصحيح:
 
(( والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها ))
[متفق عليه]
 أوضح شاهد امرأة فرعون، قال عليه الصلاة والسلام:
(( كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا أربع آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ))
 آسية زوجة رجل ادعى الألوهية، وأذلَّ الناس، قتَّل أبناءهم واستحيا نساءهم، ولم يستطع بكل جبروته أن يحمل امرأته على أن تعبده كما يعبده كل الناس، قالت:
 
﴿ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)﴾
[سورة التحريم]
 معنى ذلك أن المرأة مستقلة استقلالاً تاماً في أنها مكلفة بأركان الإيمان وأركان الإسلام، والتكاليف الشرعية، وتُحاسب وحدها عن تقصيرها
 قال تعالى:
 
﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (8)﴾
[سورة الزلزلة]
 والمرأة أيضاً مساوية للرجل في وجوب التربية والتهذيب، قال تعالى:
 
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)﴾
[سورة التحريم]
الأهل في القرآن الكريم الزوجة والأولاد.
 وقد قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الترمذي:
 
(( ما نحل والد ولده من نحلة أفضل من أدب حسن ))
والولد: ذكراً كان أو أنثى.
 وابن ماجه يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ما من مسلم له بنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة".
 
(( وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ أَوِ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ وَاتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ ))
[أخرجه الترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه]
 وفي رواية تضاف إلى هذا الحديث:
 
(( فأدبهن، وأحسن إليهن، وزوجهن فله الجنة ))
 والمرأة مساوية للرجل تماماً في العلم الواجب العيني، وفي العلم الواجب الكفائي، فإذا كانت مكلفة بأركان الإيمان، وأركان الإسلام، وبأحكام الشريعة، فهذا لا يكون هذا إلا بالعلم، قال تعالى:
 
﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً (114)﴾
[سورة طه]
 طلب العلم فريضة على كل مسلم أي على كل شخص مسلم ذكراً كان أو أنثى.
 وقال عليه الصلاة والسلام:
 
(( عن عبد الله بن قيس قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّمَا رَجُلٍ كَانَتْ عِنْدَهُ وَلِيدَةٌ فَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا وَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ بِي فَلَهُ أَجْرَانِ وَأَيُّمَا مَمْلُوكٍ أَدَّى حَقَّ مَوَالِيهِ وَحَقَّ رَبِّهِ فَلَهُ أَجْرَانِ ))
[متفق عليه]
(( وقال عروة بن الزبير يصف خالته السيدة عائشة رضي الله عنها قال: ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة رضي الله عنها ))
 وكثيرة جداً الأحاديث التي روتها أمهات المؤمنين، وكثيرة جداً تلك الأقوال المنسوبة إليهن في التفسير، وفقه الحديث، وكثيرات جداً النساء اللواتي حفظن كتاب الله، أو حفظن كثيره.
 والمرأة مساوية للرجل في وجوب تمسكها بالأخلاق الباطنة من طهارة القلب، وسلامة القصد، والأخلاق الظاهرة من ضبط اللسان وضبط الجوارح والأعضاء. قال تعالى:
 
﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)﴾
[سورة الكهف]
ذكراً كان أو أنثى.
 والمرأة مساوية للرجل في وجوب تحقيق الكليات الست التي جاء الإسلام من أجلها. فالإسلام يقوم على كليات ست، من اعتدى على إحداهن فله في نص القرآن الكريم عقوبة محددة ذكراً كان أم أنثى هي الحد الذي جاء به القرآن الكريم وفصلته السنة.
 " الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال، والأمن "
 النفس: والقصاص يصيب الرجال كما يصيب النساء
 
﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)﴾
[سورة البقرة]
 المال: قال تعالى:
 
﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)﴾
[سورة المائدة]
العقل: شارب الخمر ينبغي أن يُجلد ثمانين جلدلة ذكراً كان أم أنثى
 العرض: من اعتدى على أعراض الآخرين فعقوبته الجلد أو الرجم ذكرا كان أو أنثى:
 
﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ﴾
[سورة النور]
 الأمن: فمن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فساداً، إما أن يقتل، وإما أن يقطع ذكراً كان أو أنثى.
حتى إن الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في الدعوة إلى الله، ينبغي أن تنقل ما تعلمته إلى أخواتها، وعليها أن تنشر هذا الدين لقول الله تعالى:
 
﴿ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)﴾
(سورة القصر)
السيدة خديجة حينما جاء النبيَ الوحي، جاء إليها وقال لها: خشيت على نفسي، فماذا قالت ؟ قالت:
 كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتقري الضيف، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الدهر.
لقد كانت رضي الله عنها مع النبي في دعوته.
 وأول امرأة شهيدة قُتلت في الإسلام: سمية وزوجها ياسر قتلا دفاعاً عن عقيدتهما، وعن تمسكهما بهذا الدين القويم، فالمرأة أيضاً تدعو إلى الله، وتنشر هذا الدين في الحقل الذي يناسبها، وفي الحدود التي يسمح لها به.
هذه نصوص الكتاب والسنة، التي تبين أن المرأة إنسان بكل ما في هذه الكلمة من معنى، وأنها مساوية للرجل بكل ما في هذه الكلمة من معنى.
والحمد لله رب العالمين
Share on Google Plus

نبدة chalhaoui

أخوكم في الله محاسب ائتماني، أحب صيد السمك والسفركما احب ان اكتب مواضيع في الدين الاسلام.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق